{وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7) أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (8) انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (9) تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا (10)}{وَقَالُواْ مَالِ هذا الرسول يَأْكُلُ الطعام} الآية: قال هذا الكلام قريش طعناً على النبي صلى الله عليه وسلم، وقد رد الله عليهم بقوله: {وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ المرسلين إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطعام وَيَمْشُونَ فِي الأسواق} [الفرقان: 20] وقولهم {هذا الرسول} على وجه آلهتكم كقوله فرعون: {إِنَّ رَسُولَكُمُ الذي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ} [الشعراء: 27] أو يعنون الرسول بزعمه، ثم ذكر ما اقترحوا من الأمور في قولهم: {لولا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ} وما بعده، ثم وصفهم بالظلم، وقد ذكرنا معنى مسحوراً في [الإسراء: 47] سبحان {ضَرَبُواْ لَكَ الأمثال} أي قالوا فيك تلك الأقوال {فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً} أي لا يقدرون على الوصول إلى الحق لبعدهم عنه وإفراط جهلهم {خَيْراً مِّن ذلك} الإشارة إلى ما ذكره الكفار من الكنز والجنة في الدنيا {جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار} يعني جنات الآخرة وقصورها وما قيل: يعني جنات، وقصوراً في الدنيا، ولذلك قال: إن شاء.